قوله تعالى: {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا 83 إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا 84 فأتبع سببا 85 حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا 86 قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا 87}
  والضحاك، وابن زيد، وابن جريج. وقيل: من كل شيء يستعين به الملوك على فتح البلاد ومحاربة الأعداء، عن أبي علي. وقيل: الإعداد في الحروب، وقيل: حيلة الأمور، وقيل: بلاغاً إلى حيث أراد، عن الحسن. وقيل: قربنا إليه أقطار الأرض كما سخرنا لسليمان الريح «فَأَتْبَعَ» بالتشديد سلك وسار، وبالتخفيف لحق «سَبَباً» طريقاً بين المشرق والمغرب، عن مجاهد، والضحاك، وابن زيد. يعني طريقاً طاف به البلاد وفتح المدائن وحارب الأعداء، وقيل: طريقاً إلى ما أريد منه، وقيل: حمل الخشب على الجمال فإذا بلغ البحر اتخذ السفن وأدخلها الحمأة، حكاه الأصم «حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ» يعني: موضع غروبها، وقد سمي المغرب وإن بعد في موضع الغروب «وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ» يعني: وجد الشمس تغرب في عين حارة ذات حمأة؛ لأن القراءتين كالآيتين فيحمل عليها الكلام، واختلفوا فقيل: معناه وجدها كأنها تغيب في عين حمئة وإن كانت تغيب وراءها، عن أبي علي، وأبي مسلم، والقاضي. لأن الشمس لا تزايل الفلك ولا تدخل في عين الماء، ولأنه قال: «وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا» ولا يمكن المقام عند غروب الشمس لعظم حرها ولكن لما كان ذلك الموضع غاية ما أحاط به نظر ذي القرنين ولم يجد وراءه