التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا 88 ثم أتبع سببا 89 حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا 90 [كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا 91 ثم أتبع سببا 92]}

صفحة 4486 - الجزء 6

  «خُبْرًا» نصب على المصدر.

  · المعنى: ثم بيّن تعالى ما وعد المؤمن فقال: «وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا» قيل: عدة جميلة من اللَّه له، وقيل: نأمره من طاعته بما تيسر عليه، وقيل: نبين له القول، ونكرر عليه الأمر، وقيل: «يسرًا» معروفاً، عن مجاهد.

  ثم بيّن تعالى سيره إلى المشرق فقال سبحانه: «ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا» أي: سلك طريقاً، وقيل: سلك طريقاً للجهاد «حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ» قيل: بلغ إلى موضع أي: قرب من مطلع الشمس فأراد بلوغه مطلع الشمس بلوغ مطرح شعاع الشمس في أول ما تبدو مما ليس يراه أحد من الناس «وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا» قيل: لم يكن بها شجر ولا جبل ولا بناء؛ لأن أرضهم لم يكن يثبت عليها بناء، فكانوا إذا طلعت الشمس يغورون في المياه والأسراب، وإذا غربت تصرفوا في أمورهم، عن الحسن، وقتادة، وابن جريج. «كَذَلِكَ» قد بينا معناه «وَقَدْ أَحَطْنَا بمَا لَدَيْهِ خُبْرًا» قيل: علمنا ما لنا عند ذي القرنين من الطاعة في حاضره وغائبه، وقوله: «بما لديه» إشارة إلى حسن الثناء عليه والرضى عنه