التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا 93 قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا 94 قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما 95}

صفحة 4490 - الجزء 6

  لو أن ياجوج وماجوج معا ... وعاد عادوا واستجاشوا تبعا

  فلم يهمز ولم يصرف.

  · الإعراب: موضع {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} نصب ب (أن) وخبره: «مُفْسِدُونَ».

  {رَدْماً} نصب ب (جعل).

  · المعنى: ثم بيّن تعالى حاله بعد مسيره عن المشرق، فقال سبحانه: «حَتَّى إِذَا بَلَغَ» وصل «بَينَ السَّدَّيْنِ» قيل: هما جبلان، عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك وجعل الردم بينهما، وقال الكسائي: هما جبلان سد ذو القرنين ما بينهما حاجزاً بين يأجوج ومأجوج ومن وراءهم، وقيل: هي بجانب الشمال، وقيل: السد ما بين أرمينية وأذربيجان، عن ابن عباس. وقيل: أراد بالسدين الموضع الذي فيه السدان اليوم لأنه لو كان هناك [سدٌّ] لم يكن لطلبه أولئك السد معنى، والسد الموضع المسدود لا المنفتح «وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا» أي: خصوا بلغة كادوا لا يفقهون قولاً على القراءتين.

  ومتى. قيل: كيف قال: (لا يفقهون) ثم قال: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَينِ