قوله تعالى: {حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا 93 قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا 94 قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما 95}
  قلنا: قال «لا يَكَادُونَ» وكاد يفعل، معناه قرب وكان قريباً ألا يفهم، وقيل: لا يفقهون خيرًا وشرًا وهدى وضلالاً، وقيل: كلم عنهم غيره مترجماً.
  «قَالُوا» يعني الَّذِينَ حضروا السدين «إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ» قيل: هم ولد يافث بن نوح، عن وهب، ومقاتل. وقيل: هم قوم من الترك، عن الضحاك. وقيل: احتلم آدم فاختلطت نطفته بالتراب فخلق اللَّه من ذلك الماء يأجوج ومأجوج، فهم متصلون بنا من جهة الأب دون الأم، عن كعب. وليس بشيء، وقيل: إنهم يوصفون بصغر الأجسام وقصر القامة، وقيل: بل يوصفون بعظم الأجسام، وقيل: منهم من طوله شبر، ومنهم من هو مفرط في الطول، لهم مخالب في الأظفار، وأضراس كأضراس السباع، عن علي #، وعن النبي ÷: «كل واحد منهم [أمة كل أمة بأربعمائة أمة] [وإنه] لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه كلهم يحمل السلاح، وهم ثلاثة أصناف: مقدّمهم بالشام، وساقيهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق وبحيرة الطبرية»، «مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ» قيل: كانوا يأكلون الناس والدواب، وقيل: كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يدعون شيئاً أخضرًا إلا أكلوه، ولا يابساً إلا