التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا 107 خالدين فيها لا يبغون عنها حولا 108 قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا 109 قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا 110}

صفحة 4509 - الجزء 6

  الزهر والثمر، وجمعه: فرادس «نُزُلاً» قيل: منزلاً، وقيل: قِرى، عن أبي مسلم. وقيل: دار نزول «خَالِدِينَ فِيهَا» دائمين «لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا» تحويلاً إلى مكان آخر، قيل: إن كل أحد من أهل الجنة يقول: ليس أحد أعطي مثل ما أعطيت، عن أنس. «قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا» البحر اسم لجنس البحار، «مِدَادًا» قيل: هو مداد القلم، عن مجاهد. «لِكَلِمَاتِ رَبّي» قيل: لكلامه وما في مقدوره من ذلك، وقيل: المراد الحكم والأمثال، وقيل: أفعاله ما خلق ويخلق كما خلق في عيسى وكلمته، وقيل: علمه، وليس بالوجه لأن كل ذلك عدول عن الظاهر، وقيل: أراد بالكلمات ما وعد لأهل الثواب وأوعد لأهل العقاب، عن أبي مسلم. «لَنَفِدَ الْبَحْرُ» أي: ماء البحر «قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي» قيل: مقدوراته وحكمه وعجائبه، وقيل: فوائد كلامه «وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا» أي: بمثل البحر مددًا أي: عوناً وزيادة «قُلْ» يا محمد «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ» قيل: علمه التواضع لربه وأنه متفرد بالعبودية ومنعم عليه بالوحي، ومما علمه «يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ» لا شريك له في الإلهية «فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا» قيل: يأمل، عن الأصم، وأبي علي. وقيل: يخاف، وأنكر الأصم الرجاء بمعنى الخوف «لِقَاءَ رَبِّهِ» قيل: لقاء جزائه وما وعد اللَّه المؤمنين على التوحيد والتمسك بالشريعة، وقيل: من كان يخاف اللَّه أن يراه على معصية، والرجاء يتضمن معنى الخوف والأمل، قال الشاعر: