التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كهيعص 1 ذكر رحمت ربك عبده زكريا 2 إذ نادى ربه نداء خفيا 3 قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا 4 وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا 5 يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا 6}

صفحة 4514 - الجزء 6

  · القراءة: قرأ أبو عمرو بكسر الهاء وكسر الياء، وقرأ ابن كثير وعاصم وأبو جعفر ونافع ويعقوب بفتحها، وقرأ الكسائي بكسرهما، وروي نحوه عن أبي عمرو.

  واختلفوا في الدال عند الذال في قوله: (ص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ)، فمنهم من يظهره وهو مذهب نافع وعاصم وابن كثير ويعقوب، ومنهم من أدغم وهو مذهب أبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي، وقرأ أبو جعفر بقطع الحروف.

  وقرأ أبو عمرو والكسائي، ويحيى بن وثاب: (يرثْني ويرثْ) بجزم الثاء على جواب الدعاء، والباقون بالرفع على صفة المولى، وقيل: على الحال والصفة أي: ولياً وارثاً، وقرأ ابن عباس ويحيى بن يعمر «يرثُني ويرثُ» بضم الثاء يعني يرث النبوة، وقد بينا الاختلاف في «زكريا» في (آل عمران) و «زكريا» بالنصب قراءة القراء، وعن بعضهم بالرفع على أن الفعل له.

  قراءة العامة: «خِفْتُ» بكسر الخاء من الخوف، وعن عثمان ويحيى بن يعمر: «خَفَّتِ» بفتح الخاء والفاء مشددة وكسر التاء بمعنى ذهب الموالي.

  · اللغة: العبد: المملوك من جنس ما يعقل، وجمعه: أَعْبُدٌ وعِبادٌ وعَبِيدٌ.

  والنداء: الدعاء بطريقة: يا فلان.

  والوهن: الضعف، وهو نقصان القوة، وَهَنَ يَهِنُ وَهَنًا إذا ضعف