التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كهيعص 1 ذكر رحمت ربك عبده زكريا 2 إذ نادى ربه نداء خفيا 3 قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا 4 وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا 5 يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا 6}

صفحة 4516 - الجزء 6

  عليكم ذِكْرُ، وقيل: {كهيعص} خبر تقديره: سورة كهيعص فيها ذكر، وقيل: «ذِكْرُ» ابتداء وتقديره: ذكر ربك رحمة منه.

  {عَبْدَهُ} نصب ب «رحمة».

  و (زَكَرِيَّا) في موضع نصب؛ لأنه بدل من {عَبْدَهُ}.

  {نِدَآءً} نصب لأنه مفعول. {خَفِيًّا} نعْتٌ له.

  وفي نصب: (شَيْبًا) وجهان:

  أولهما: المصدر، كأنه قال: شاب شيباً.

  الثاني: التمييز.

  (شَقِيًّا) خبر (كان)، وكذلك (عَاقِرًا).

  · المعنى: «كهيعص» قيل: اسم للسورة، عن الحسن، وأبي علي، والأصم. وقيل: إشارة إلى أن القرآن مؤلف من هذه الحروف، فإذا عجزتم عن مثلها وأنتم تتكلمون بمثل هذه الحروف فاعلموا أنها معجز، عن أبي مسلم. وقيل: اسم من أسماء اللَّه تعالى، عن ابن عباس. وعن علي قال: (يا كهيعص)، قال الأصم: أجمعت الأمة أنه ليس من أسمائه، فإما ألا يصح عن علي، أو يحمل على أنه قال: يا رب كهيعص، والصحيح عن ابن عباس أن كل حرف منها مفتاح اسم من أسمائه، ويروى ذلك