قوله تعالى: {يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا 7 قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا 8 قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا 9 قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا 10 فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا 11}
  صفة المؤنث ما لم يكن للمذكر فإنه لا تدخل فيه الهاء نحو: امرأة عاقر وحائض.
  وذكر الخليل أن هذه صفات مذكر وصف بها المؤنث كما وصفوا المذكر بالمؤنث حتى قالوا: رجل نُكَحَةٌ، ورَبْعَةٌ، وغلام يَفَعَةٌ، وعَتِيٌّ فُعُولٌ لأن فاعلاً يجمع على فعول فَعَاتٍ وعُتُوٌّ نحو قاعد وقعود إلا أن هذا من بنات الواو وأصله عُتُوّ قلبت الواو ياء، وهكذا يفعل بهذا الباب، يقال: جاث وجثي، ومن كسر أوله فلانكسار ما بعده، ومن ضمه فعلى الأصل.
  · المعنى: ثم بيّن تعالى أنه أجاب دعاء زكريا، فقال سبحانه: «يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ» أي: نخبرك بخبر «بغلام» وَلَدٍ ذكر «اسْمُهُ يَحْيَى» يعني سماه يحيى، قيل: بشره بالولد، وأنه يحيا ولا يموت صغيرًا، وقيل: سماه يحيى ليدل على أن الدين يحيا به؛ لأنه سأله لأجل الدين، وقيل: لأنه حيي به رحم أمه، وقيل: لأنه لم يذنب قط واللَّه تعالى سمى المطيع حياً والعاصي ميتاً فقال {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}[الانعام: ١٢٢] وقال: {إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الانفال: ٢٤] وقيل: سماه يحيى لأنه يُقْتَلُ شهيداً والشهيد عند اللَّه حي لقوله: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[ال عمران: ١٦٩] «لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا» قيل: لم يُسَمَّ قبله أحد قبل خلقه، وإنما سمي بعد الولادة، وقيل: لم نجعل له سمياً أي: نظيرًا، وقيل: لم تلد العواقر مثله ولداً، عن