التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا 7 قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا 8 قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا 9 قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا 10 فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا 11}

صفحة 4524 - الجزء 6

  ابن عباس. وقيل: لم نجعل له من قبل مثلاً، عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وعطاء.

  يعني أنه لم يعص ولم يَهُمَّ، وقيل: لم نسم أحدًا من الأنبياء قبله يحيى، وقيل: لم يسم قبله باسمه، عن قتادة، والسدي، وابن جريج، وابن زيد، والكلبي، ورواية عكرمة عن ابن عباس، فاللَّه أكرمه وسماه خير اسم، وقيل: لم يكن له ميل في أمر النساء؛ لأنه كان سيداً وحصورًا، وليس بالوجه.

  ومتى قيل: لم [بشره] في قوله: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}؟ وهل كان قبله من هو أفضل منه؟

  قلنا: نقطع أنه كان بعده من هو أفضل منه وهو محمَّد ÷، وقيل: لم يرد تعالى جميع الفضائل وإنما أراد بفضله في بعضه؛ لأنه قبله من الأنبياء من هو مثله وأفضل منه، وإذا حمل على أنه خصه بهذا الاسم فلا سؤال.

  «قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ» أي: كيف يكون لي ولد، قيل: هذا تعجبا وليس بإنكار، وقيل: استحقار لتلك الحالة على جهة الاستخبار، أم بتغير الأحوال ببقائهما شائبين، قاله الحسن، والأصم. وقيل: قال ذلك تعظيماً لهبة اللَّه وعظمته، قيل: أراد أن يبين أن رباً يفعل مثل هذا فهو كثير الإحسان، وقيل: قاله سرورًا كمن يبشر بشيء يسره فيقول: كيف يكون هذا، «وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكبَرِ» وفي