التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا 21 فحملته فانتبذت به مكانا قصيا 22 فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا 23 فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا 24 وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا 25}

صفحة 4538 - الجزء 6

  ويدل قوله: «أَنَّى يَكُونُ» على تعجب منها، وليس بتعجب من قدرة اللَّه، ولكن لما نقض به العادة، وقيل: بل تعجب لنعمة اللَّه عليها.

قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ٢١ فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ٢٢ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ٢٣ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ٢٤ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ٢٥}

  · القراءة: قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة وحفص عن عاصم: «نَسْيًا» بفتح النون والباقون بكسرها، وهما لغتان مثل: الوَتْرِ والوِتْرِ، وهو الشيء المنسي.

  وقرأ الحسن وشيبة ونافع ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: «مِنْ تَحْتِهَا» بكسر الميم قيل: هو جبريل ناداها من سفل الجبل، وقرأ الباقون بفتح الميم.

  وقيل: هو عيسى لما خرج من بطن أمه من تحتها، وكلا القراءتين تحتمل جبريل وعيسى @.

  «تُسَاقِطْ عَلَيْكِ» فيه أربع قراءات:

  أولها: قراءة البراء بن عازب ويعقوب وأبي حاتم وحماد عن عاصم،