التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا 21 فحملته فانتبذت به مكانا قصيا 22 فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا 23 فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا 24 وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا 25}

صفحة 4542 - الجزء 6

  قيل: مفعول به بتقدير: هزي رطباً تساقط عليك، عن ابن عباس.

  وقيل: على التمييز والعامل فيه: «تساقط»؛ لأن السقوط من صفة التمر فلما أضيف إلى الشجرة خرج الرطب مميزاً ليعلم أن التساقط منه.

  (وَقَرِّي عَيْنًا) نصب (عيْنًا) قيل: للتمييز، وقيل: مفعول (رحمة) أي: لنجعله رحمة. «مَقْضِيًّا» خبر (كان).

  · المعنى: ثم بيّن تعالى حملها بعيسى وولادتها، فقال سبحانه: «قَال» يعني جبريل لمريم «كَذَلِكِ قَال رَبُّكِ» يعني كما قلت يا مريم كذلك قال ربك، وقيل: تقديره: هكذا قال ربك، وقيل: تعجبت الملائكة من ذلك، فقال تعالى: «هُوَ عَلَي هَيِّنٌ» فقال جبريل لمريم: كذلك قال اللَّه للملائكة: إنه يهب لك ولداً من غير ذكَرٍ، «هُوَ» يعني: خَلْق الولد عن غير أب «عَلَيَّ هَيِّنٌ» أي: سهل «وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ» أي: حجة للناس تدلهم على التوحيد وقدرته على خلق الولد من غير سبب، عن الأصم. وقيل: معجزة ليعلم صدق زكريا وعيسى «وَرَحْمَةً مِنَّا» أي: نعمة؛ لأن يدعوهم إلى