قوله تعالى: {قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا 21 فحملته فانتبذت به مكانا قصيا 22 فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا 23 فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا 24 وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا 25}
  الجذع الغصن أيضاً {تُسَاقِطْ عَلَيكِ} أي: تسقط عليك (رُطَبًا جَنِيًّا) أي: تمرًا طريًّا يجنى من تحت الشجرة.
  · الأحكام: تدل الآيات أنه تعالى جعل أمر عيسى آية للناس ولطفاً لهم.
  ومتى قيل: أليس قد صارت شبهة حتى اعتقد بعض النصارى أنه ابن اللَّه ولدته مريم على ما تدعي النصارى، واعتقدت اليهود فيها وفيه ما اعتقدت؟
  قلنا: من تفكر ونظر فيه علم توحيد اللَّه تعالى وقدرته ونبوة عيسى وأنه عبد اللَّه ورسوله، فأما هَؤُلَاءِ فهم أدخلوا على أنفسهم الشبه، واعتقدوا الاعتقادات الفاسدة؛ لأن من يعرف اللَّه تعالى بصفاته يعلم أنه يقدر على خلق الولد من غير أب، ويعلم أن كل جسم محدث، فعند ذلك يعلم أن عيسى مخلوق لله تعالى.
  وتدل على جواز تمني الموت عند الشدة، وروي عن جماعة من السلف منهم سفيان ذلك.
  ويدل قوله: «فناداها» على معجزة مضمومة إلى سائر ما ذكرنا.
  وتدل على أنها لما اهتزت النخلة أثمرت؛ إذ لو كان عليها ثمرة لما احتاجت إلى الهز، ومن هاهنا صارت التمرة سُنَّةً للنفساء، قال الربيع بن خثيم: ما