التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا 26 فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئا فريا 27 ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا 28 فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا 29 قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا 30}

صفحة 4548 - الجزء 6

  ليسكن سكون سرور برؤية ما يحب، وقيل: أقر اللَّه عينك أي: أنامها، وهو من قر يقر إذا سكن.

  والنَّذْرُ: عقد إيجاب، نَذَرَ نذرًا فهو ناذر.

  والفَرْيُ: القطع للإصلاح، فريت الشيء أَفْرِيهِ فرياً، قال ابن السكيت فَرِيَ إذا تَحَيَّرَ، وأفريته إذا أفسدته، وفلان يفري بالفرى إذا كان يأتي بالعجب، لقد كنت تفري به الفَرِيَّا.

  قال الفراء: الفَرَى: العجب، والفِرْية: الكذب.

  قال أبو مسلم: الفري مأخوذ من فري الأديم قطعته قطع إصلاح ثم يستعار في الكذب فيقولون: افترى على اللَّه كذباً، والكذب هو الباطل.

  والمهد: ما وطي للصبي من السرير.

  · الإعراب: (كان) في قوله: «كَانَ فِي الْمَهْدِ» زائدة مؤكدة، قال الشاعر:

  فكيفَ إذا مَرَرْتَ بدارِ قومٍ ... وجيرانٍ لنا كانوا [كرامِ]

  وقال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}⁣[ال عمران: ١١٠] أي: أنتم خير أمة أخرجت.

  ونصب «صَبِيًّا» على الحال، «فَرِيًّا» مفعول.