التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا 26 فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئا فريا 27 ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا 28 فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا 29 قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا 30}

صفحة 4550 - الجزء 6

  وقيل: عجباً، وقيل: بأمر باطل من ولد من غير نكاح صحيح، وقيل: بأمر قبيح منكر من الافتراء، ومنه الكذب، عن أبي علي.

  «يَا أُخْتَ هَارُونَ» قيل: رجل صالح في بني إسرائيل ينسب إليه من عرف بالصلاح، عن قتادة، وكعب، وابن زيد، والمغيرة بن شعبة يرفعه. وقيل: كان لها أخ يسمى هارون، يقال: إنه أمثل بني إسرائيل، فعيرت به، عن الأصم. وقيل: هو هارون أخو موسى @ فنسبت إليه؛ لأنها من ولده كما يقال: يا أخا بني فلان، عن السدي. وقيل: كان رجلاً فاسقاً معلناً بالفسق فنسبت إليه، وعلى هذا الأخت بمعنى الشبه لا النسبة «مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا» يعني أباها عمران، وكان صالحاً، وأمها حنة وما كانت بغية أي: زانية، فعيروها بأبويها، وقيل: لم يكن في قومها رجل سوء وامرأة سوء «فَأَشَارَتْ إِلَيهِ» أي: مريم إلى عيسى بأن كلموه، وكان في جمع بني إسرائيل، فـ «قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا» قيل: كان المهد حجر أمه، عن قتادة. وقيل: هو المهد بعينه، وقيل: كيف نكلم صبياً من شأنه أن يجعل في المهد، وقيل: غضبوا وقالوا: لسخريتها بنا أشد علينا من زناها، فلما تكلم قالوا: إن هذا لأمر عظيم،