قوله تعالى: {فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا 26 فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئا فريا 27 ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا 28 فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا 29 قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا 30}
  عن السدي. وقيل: أخذوا الحجارة ليرموها، فلما تكلم تركوها، عن عمرو بن ميمون، بن ميمون «قَالَ» قيل: عيسى قال، وقيل: إن زكريا أتاها عند مناظرة اليهود إياها فقال لعيسى: انطق بحجتك إن كنت أمرت بها، فقال عيسى عند ذلك وهو ابن أربعين يوماً، عن وهب. وقيل: هو يوم ولد، عن ابن عباس، ومقاتل، وأكثر المفسرين، وهو الظاهر، «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ» أقر بالعبودية تكذيباً للنصارى، ثم ادعى النبوة فقال: «آتَانِيَ الْكِتَابَ» رداً على اليهود، واختلفوا في معنى «آتَانِيَ الْكِتَابَ» قيل: سيؤتيني، وقيل: آتاني في الحال أي أعطاني، والكتاب قيل: التوراة، أي: علمني التوراة، وألهمني في بطن أمي، وقيل: الإنجيل، وأمرني بإبلاغه «وَجَعَلَنِي نَبِيًّا» أي: رسولاً رفيع الشأن، وقيل: أكمل عقله وأرسله إلى عباده، وآتاه الكتاب، عن الحسن، وأبي علي، ولذلك أعطاه المعجزة، وقيل: لا؛ بل كان ذلك إرهاصاً لنبوته، عن أبي بكر أحمد بن علي، وأبي القاسم البلخي.
  · الأحكام: تدل الآية أنها أقرت بالنذر، وأنها نذرت الصوم، فجعل بعضهم ذلك علامة لسلامتها، وبعضهم مخلصاً من مقالة من اتهمها.
  وتدل على أن التعبد بالصوم كان في شريعتهم.
  وتدل على أن النذر يلزم.
  وتدل على معجزة لعيسى، وأنه كان رسولاً على ما قاله أبو علي، وبعضهم جعله إرهاصاً، وبعضهم معجزة لزكريا، ولا مانع مما حملنا الآية عليه، واختلفوا فقيل: إنه