قوله تعالى: {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم 36 فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم 37 أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين 38 وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون 39 إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون 40}
  مما أعد اللَّه لهم، وإن كانوا اليوم في جهل ظاهر ونفور عن الحق، كأنهم صم عمي، وقيل: أسمعهم ما أنزلنا عليك من وعيدهم، وأبصرهم بالوصف لهم؛ ذلك حتى يصيروا كأنهم يبصرون، عن أبي علي. وقيل: أسمعهم وأبصرهم بهَؤُلَاءِ الأنبياء كي يؤمنوا، وقيل: يسمعون ذلك اليوم ويبصرون ما لا يسمعون اليوم وإن كان لا ينفعهم، قال أبو مسلم: وتلخيصه: هم بصراء سامعون يوم يأتوننا لكنهم اليوم في ضلال وغفلة، ولا يؤمنون، فأنذرهم يوم القيامة بالآخرة (يَوْمَ يَأْتُونَنَا) أي: يأتوا القيامة بحيث لا يملك أحد حكماً غير اللَّه «لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ» في الدنيا «فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ» أي: بيَّن ظاهر.
  «وَأَنذِرْهُمْ» خَوِّفْهُمْ «يَوْمَ الْحَسْرَةِ» أي: يوم القيامة، وسميت يوم الحسرة لكثرة الحسرات والتأسف على ما فرط، وقيل: إنما يتحسر من يستحق العقاب، وأما المؤمنون فألبتة لا يتحسرون؛ لأن ذلك غم، وقيل: يتحسر المحسن هل ازداد في إحسانه وليس بشيء «إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ» فلا فلا يرجع إليها، عن أبي مسلم. وقيل:
  فصل الأمر وقوع من القضاء وانقطعت الآمال، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وقيل: قضي الأمر ببيان الحجج في الدين والدنيا، وإزاحة العلل، وقيل: قضي الأمر بإقامة القيامة، والجمع للحساب والجزاء، وهم في غفلة من ذلك، وقيل: قضي الأمر بإخباره بالعذاب النازل بهم، ولما كان خبره لا خلف