التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم 36 فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم 37 أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين 38 وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون 39 إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون 40}

صفحة 4560 - الجزء 6

  فيه صار كالواقع، يقال: قضي، عن أبي علي. وقيل: قضي الأمر بذبح كبش الموت والنداء بالخلود لأهل الدارين، عن مقاتل «وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ» يعني في الدنيا عن ذلك «وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ» لا يصدقون بذلك «إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأرضَ وَمَنْ عَلَيهَا» لما ذكر غفلتهم عن الآخرة بسبب اشتغالهم بالدنيا وحرصهم عليها أخبر أنهم لا يدومون فيها تزهيداً فيها وترغيباً في الآخرة قال: «إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا» يعني نُمِيتُهُمْ فلا يبقى مَلِك يتصرف ويبقى اللَّه سبحانه، فيرث الأرض ومن عليها، والمراد بالإرث!) زوال ملك أهلها «وَإِلَينَا يُرْجَعُونَ» يعني يبعثون يوم القيامة فيرجعون إلى حكمه وجزائه على أعمالهم.

  · الأحكام: تدل الآيات على أن الحق في عيسى ما كان يقوله: إنه عبد اللَّه ورسوله، وأنه الدين المستقيم، وأن سائر حاله كحال سائر الرسل، خلاف ما يقوله اليهود والنصارى.

  وتدل أن منهم من يقول في عيسى بما نقوله نحن؛ لذلك قال: «من بينهم».