التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا 56 ورفعناه مكانا عليا 57 أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا 58 فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا 59 إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا 60 جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا 61}

صفحة 4575 - الجزء 6

  تأكيداً، وقيل: لزيادة الفائدة في النبوة من الرفعة، وقيل: معنى رسولاً أنه أرسله، ومعنى نبياً أنه أعلمه وأخبره، عن أبي مسلم. «وَكَان يَأْمُرُ أَهْلَهُ» قيل: أمته، عن الحسن وقيل: قومه وعِتْرَته «بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ» قيل: كان يأمر بهما، وقيل: كان يأمر أهله بصلاة الليل وصدقة النهار، وقيل: الزكاة ما يزكيهم بها ويقربهم إلى اللَّه تعالى، عن الأصم. «وَكَان عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا» قيل: صالحاً زكياً ¥، فحصل له عنده المنزلة العظيمة، وقيل: رضي اللَّه عمله.

  · الأحكام: تدل على عظم منزلة موسى وهارون وإسماعيل، وأنهم كانوا أنبياء.

  وتدل على جواز نَبِيَّيْنِ في زمان واحد.

  وتدل على أنه كلم موسى، وأنه سمع كلامه من جانب الطور، ولا يصح ذلك إلا بأن يحل في ذلك المحل، وذلك يدل على حدثه.

  وتدل على أن الصلاة والزكاة من معظم أمور الشرائع، وأنه كان في شريعة إسماعيل التعبد بهما.

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ٥٦ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ٥٧ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ٥٨ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ٥٩ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ٦٠ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ٦١}