التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا 56 ورفعناه مكانا عليا 57 أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا 58 فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا 59 إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا 60 جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا 61}

صفحة 4576 - الجزء 6

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «بُكِيًّا» بكسر الباء، والباقون بضمها، وقد بيناه.

  و «يُدْخَلُون» بضم الياء على ما لم يسم فاعله وفتحها على إسناد الدخول إليهم وقد بيناه.

  قراءة العامة «الصَّلَاةَ» بمعنى الجنس، وعن الحسن: «الصلوات» على الجمع.

  · اللغة: العلي: العظيم العلو، والعلي: العظيم فيما يقدر على الأمور، ومنه يوصف اللَّه تعالى [بأنه] عليٌّ.

  والبكاء المعروف يقصر ويمد، وقيل: إذا دمعت العين فهو مقصور، فإذا كان ثم نشيج وصياح فهو ممدود، وبُكِيٌّ قيل: جمع باكٍ على فُعُولٍ، ويجوز أن يكون مصدرًا بكى يبكي بكاءً وبكيا، قال أبو مسلم: بكي جمع باكٍ، وباك بناء فاعل، وفاعل يجمع على فاعلين وفُعُول وفعال، فما جاء على فعول نحو: خاشع وخشوع، وحاضر وحضور، وشاهد وشهود، والأصل في بُكيٌّ: بُكُويٌ، وكذلك في جُثِيّ جُثُويٌ، واستثقلوا الواو مع الياء فقلبوها ياء وأدغموها فصار بكياً، وأصله: بُكُويٌ.