قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا 56 ورفعناه مكانا عليا 57 أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا 58 فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا 59 إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا 60 جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا 61}
  الخَلَفُ بفتح اللام في الصالح، وبسكونها في الخلف السوء، ويجوز استعمال كل واحد منهما مكان الآخر، عن الفراء، والزجاج.
  والعدن: الإقامة، عَدَنَ بالمكان أقام به.
  والمأتي: مفعول من الإتيان، يقال: أتيت مكان كذا، وأنا آت، والمكان مأتي، وأصله: مَأْتُويٌ، استثقلت الواو مع الياء فقلبت ياء وأدغمت فصار مأتياً.
  · الإعراب: «سُجَّدًا» نصب على الحال، وقيل: على التفسير.
  يقال: الاستثناء من ماذا؟
  قلنا: من قوله: «غَيًّا»، كأنه قيل: من آمن لا يلقون غيا، فهو استثناء من الأول، وفي حكم المبتدأ، عن الحسن.
  وقيل: بل استثناء منقطع بتقدير: لكن من تاب.
  وقيل: هو استثناء من الخلف، عن أبي علي.
  «جَنَّاتِ» في محل النصب بتقدير: يدخلون جنات عدن.
  · النزول: قيل: نزل قوله: (وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا) في مؤمني أهل الكتاب كعبد اللَّه بن سلام وأصحابه. وقيل: هو عام.