قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا 56 ورفعناه مكانا عليا 57 أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا 58 فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا 59 إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا 60 جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا 61}
  · المعنى: ثُمَّ ذكر قصة إدريس، فقال سبحانه: «وَاذْكُرْ» يا محمد «فِي الْكتَابِ» أي: في القرآن «إِدْرِيسَ» هو جد أبي نوح، عن ابن عباس. وقيل: سمي إدريس إدريس لكثرة درسه في الكتب، وقيل: اسمه أخنوخ، وليس بشيء؛ لأنه تعالى سماه إدريس، فلا معنى لترك الظاهر بخبر لا يدرى صحته، وقيل: كان خياطاً وأول من خاط الثياب، وأول من خط القلم، وقيل: علمه اللَّه تعالى النجوم والحساب والهيئات، وهذا يجوز أن يكون معجزة له «إِنَّهُ» يعني: إدريس «كَانَ صِدِّيقًا» قيل: كثير التصديق بالحق، وقيل: كان كثير الصدق حتى لا يكذب كالسكيت والشِّرّيبِ لِمَنْ عادته ذلك «نَبِيًّا» أي رسولاً رفيع المنزلة «وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا» عالياً، قيل: إلى الجنة، عن الأصم. وقيل: إلى السماء السادسة، عن ابن عباس، والضحاك. وقيل: إلى السماء الرابعة، عن أنس في حديث مرفوع، وعن كعب، ومجاهد، وأبي سعيد الخدري. وقيل: هو حي لم يمت، وقيل: رفعه اللَّه إلى السماء ثم قبض روحه، وقيل: أراد الرفعة في المنزلة يعني رفعنا محله، كقوله: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) ولم يرد رفعة المكان، عن الحسن، والأصم، وأبي علي، وأبي مسلم.
  وقيل: هل يصح ما روي أنه يرفع له كل يوم عمل صالح فأحبته الملائكة وكانوا