قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا 56 ورفعناه مكانا عليا 57 أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا 58 فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا 59 إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا 60 جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا 61}
  يزورونه، فاقترح على ملك الموت أن يميته، فأماته ثم أحياه اللَّه، وأن يدخله النار ليراها، وأن يدخله الجنة ليراها، ففعل، فلما دخل الجنة لم يخرج منها، فصاحه ملك الموت ليخرجه، فتعلق بشجرة وأبى الخروج، فبعث إليه ملكاً يقضي بينهما، فأبى الخروج، وقال: قد قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[ال عمران: ١٨٥] وقد ذقت، وقال: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} وقد وردتها، وقال: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}[الحجر: ٤٨] فلا أخرج، في قصة طويلة رووها في هذا الباب.
  قلنا: كل ذلك حشو لا يجوز على الأنبياء والملائكة، واقتراحات لا يجوز على اللَّه تعالى فعلها، وغيره لا يقدر عليه.
  ولما فَضَّلَ اللَّه النبيين ووصف كل واحد منهم بصفة تخصه في المدح والثناء، وأنهم من آباء طاهرة، كما أنهم في أنفسهم، فقال سبحانه: «أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمْ» قيل: بالنبوة، وقيل: بالثواب وسائر نعم الدين والدنيا «مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ» ومن ذرية من كان مع نوح في السفينة محمولاً «وَمِنْ ذُرّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وِإسْرَائِيلَ» يعني يعقوب.
  ومتى قيل: لم فرق نسبهم وكلهم لآدم؟