قوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا 62 تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا 63 وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا 64 رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا 65}
  من الجنة فإذا عصى دفع إلى غيره فلذلك سماه إرثاً، وقيل: يملكون بعد أن لم يملكوها تشبيهاً بالميراث، عن أبي علي. «مَنْ كَانَ تَقِيًّا» قيل: معناه أن الجنة للتقي من عبادنا، فالعباد اسم للجنس، وقيل: العباد هاهنا المؤمنون لإضافته إياهم إلى نفسه «تَقِيًّا» يتقي المعاصي والكبائر، وقيل: يتقي الشرك، والأول الوجه.
  «وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ» قيل: هو إخبار عن الملائكة بأنهم لا ينزلون إلا بأمر اللَّه، عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك، وعكرمة. وقيل: إخبار عن أهل الجنة أنهم يقولون ذلك عند دخولها، يعني ما ننزل هذه الجنة إلا بأمر اللَّه، عن أبي مسلم. «لَهُ مَا بَينَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا» قيل: الدنيا والآخرة، ما بين أيدينا: الدنيا، وما خلفنا: الآخرة «وَمَا بَينَ ذَلِكَ» النفختين، عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك، والربيع، وأبي العالية. وقيل: ما بين أيدينا أمور الآخرة، وما خلفنا أمور الدنيا، وما بين ذلك ما بين النفختين وما بينهما أربعون سنة، عن مقاتل. وقيل: ابتداء خلقنا ومنتهى آجالنا ومدة حياتنا، وقيل: ما بين أيدينا من الثواب والعقاب، وما خلفنا ما مضى من أعمالنا في الدنيا، وما بين ذلك ما يكون منا إلى يوم القيامة، وقيل: ما بين أيدينا: الأرض عند نزولنا، وما خلفنا: السماوات إذا نزلنا منها، وما بين ذلك بين السماء والأرض، يعني كل ذلك له، والتدبير في نزولنا إليه، وقيل: هو المدبر لنا في الأوقات الماضية والمستقبلة والذاهبة «وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» يعني لا يجوز عليه النسيان، وقيل: «وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» لأحد فلا يبعثه يوم القيامة، عن أبي مسلم. واختلفوا فقيل: قوله: «وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» هو حكاية قول الملائكة، وقيل: