التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا 71 ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا 72 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا 73 وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا 74 قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا 75}

صفحة 4598 - الجزء 6

  ودُعيِتُ في أولي النَّدَى ولم ... يُنْظَرْ إليَّ بأعينٍ خُزْرِ

  والأثاث: المتاع من الفرش والثياب التي تزين وغيرها، واحدها: أثاثة، كحمام وحمامة، عن الأصم، وقال الفراء: لا واحد له، يجمع آثَّة وأُثُث.

  والرِّئْيُ: ما يراه الرجل من ظاهر أحوال القوم، وبناؤه من الفعل فِعْل، نحو: ضِرْس ووِقْر وحمل وهو اسم المرئي، وأصله من الرؤية وكذلك الأسماء المأخوذة من الأفعال للمفعولين والمفعول بهم يأتي على بناء فِعْلٍ كقولهم: ذِبْح: الشيء المذبوح، وطحن: الملحُون ونظائره تكثر.

  والجُثِيُّ: جمع جاثٍ، وقد بينا ذلك.

  · الإعراب: «جِثِيًّا» قيل: نصب على المصدر، وقيل: على الحال.

  «حَتْمًا مَقْضِيًّا» نصب؛ لأنه خبر (كان) تقديره: كان الورد حتماً.

  «نَدِيًّا» نصب على التمييز.

  «إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ» قيل: نصب على التفسير؛ لأنه دخل تحت قوله: «يوعدون» ثم فسر، وقيل: نصب لوقوع الرؤية عليه، تقديره: رأوا العذاب، وقيل: تقديره: إما أن يكون ذلك الوعد العذاب أو يكون ذلك الوعد الساعة.