قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا 71 ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا 72 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا 73 وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا 74 قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا 75}
  · النزول: قيل: نزل قوله: «وَإذَا تُتْلَى عَلَيهِمْ ...» الآية. في النضر بن الحارث وذويه من قريش نافروا فقراء المسلمين.
  · المعنى: ثم بيّن تعالى أحوالهم يوم الحشر، فقال تعالى: «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا» قيل:
  تقديره: ما منكم إلا من هو واردها، ومثل هذا يجوز، وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ}[النساء: ١٥٩] أي: إلا من يؤمن، قال الشاعر:
  لَكُمْ مَسْجِدَا اللَّهِ الْمَزُورَانِ وَالْحَصَى ... لَكُمْ قِبْصُهُ مِنْ بَيْنَ أَثْرَى وَأَقْتَرَا
  أي: مِنْ بَيْنِ مَنْ أَثْرَى وأَقْتَر.
  وقيل: أراد المشركين، عن عكرمة، والأصم، والقاضي. وقيل: هو عام «إِلَّا وَارِدُهَا» اختلفوا في هذا الورود على أقوال:
  أحدها: أن المراد به الدخول، أي: ما مِنْ أحد إلا وهو داخلها، ودلوا عليه بقوله: «ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا»، ثم اختلف هَؤُلَاءِ فقيل: إنه خطاب للكفار خاصة، «ثم ننجي» ابتداء وليس بعطف كقوله: {ثُمَّ كاَنَ مِنَ الَّذِينَ آمَنوُا}[البلد: ١٧] وتقديره: ننجيهم فلا ندخلهم النار، وقيل: بل خطاب لجميع المكلفين فلا يبقى بر ولا فاجر إلا يدخلها، فتكون برداً وسلاماً على المؤمنين وعذاباً لازماً للكافرين.