التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا 76 أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا 77 أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا 78 كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا 79 ونرثه ما يقول ويأتينا فردا 80}

صفحة 4607 - الجزء 6

  بمحمد، قلت: لا أكفر بمحمد حتى أموت ثم أبعث، فقال: إذا بعثنا حينئذ أوفيك، فنزلت الآية.

  وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة، عن الحسن.

  · النظم: يقال: كيف يتصل: «وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى» بما قبله؟

  قلنا: لما تقدم وعيد الكفار عقبه بما وعد المؤمنين وما يزيدهم من النعم، عن أبي مسلم.

  وقيل: لما رد عليهم قولهم أنهم خير مقاماً، بيَّن حالهم وحال المؤمنين.

  وقيل: إنه يتصل بقوله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ} كأنه قيل: إذا يتلى القرآن فالَّذِينَ كفروا كذا ويزيد المؤمن من ذلك هدى، عن الأصم.

  · المعنى: ثم بيّن تعالى حال المؤمنين، فقال سبحانه: «وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى» قيل: يزيد المؤمنين الَّذِينَ اهتدوا إلى الحق الألطاف التي يُكثرون عندها من الطاعات، وقيل: يزيد اللَّه الَّذِينَ اهتدوا بالمنسوخ هدى بالناسخ، وقيل: الَّذِينَ اهتدوا بالإيمان هدى بالشرائع، وقيل: يزيدهم الثواب، عن أبي مسلم، وأنكر القاضي ذلك؛ لأنه قرنه بالزيادة على الاهتداء فلا يليق إلا بالدنيا.

  ثم بيّن ما عليه المهتدي، فقال سبحانه: «وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ» قيل: جميع