التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا 81 كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا 82 ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا 83 فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا 84 يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا 85 ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا 86}

صفحة 4614 - الجزء 6

  ثم بيّن تعالى حالهم بعد البعث، فقال سبحانه: «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ» أي: يوم القيامة نجمع المتقين الَّذِينَ اتقوا الكبائر، وقيل: الموحدين الَّذِينَ اتقوا الشرك «إِلَى الرَّحْمَنِ» أي: حيث لا يملك سواه إلى حكمه وقضائه، وقيل: ثوابه وجنته «وَفْدًا» قيل: جماعات، وقيل: ركباناً، وقيل: يؤتون بنوق لم يُرَ مثلها، عليها رحال الذهب، وأزمتها الزبرجد، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة، عن ابن عباس. وقيل: يمرون ويسعون، عن الربيع. «وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ» قيل: المكذبين، وقيل: المذنبين «إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا» قيل: عطاشاً مشاة على أرجلهم كالإبل العطاش، وقيل: عطاشاً، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة. وقيل: الوِرْدُ النصيب يعني هم نصيب جهنم من الفريقين، والمؤمنون لهم الجنة، عن أبي مسلم.

  · الأحكام: تدل الآية أن كل معبود دون اللَّه عدو عابده يوم القيامة، فيدخل فيه عبادة الأصنام ومن يتبع الرؤساء والأكابر.

  وتدل على أنها تجيء الأوثان حتى تتكلم بالبراءة من عابدها.