قوله تعالى: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا 81 كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا 82 ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا 83 فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا 84 يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا 85 ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا 86}
صفحة 4615
- الجزء 6
  وتدل على أنه خلى بين الكافر والشياطين ولم يمنع بألطافه كما منعهم من المؤمنين، وإنما ذلك لما في المعلوم أنه لا لطف له.
  ومتى قيل: هذه التخلية كأنها منع من الإيمان؟
  قلنا: لا؛ لأنهم مع التخلية يتمكنون من الإيمان، وقيل: بل هو عقوبة على كفرهم، وكذلك قوله {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا}[الانعام: ١٢٩] وليس ذلك بمنع لهم عن الإيمان.
  وتدل على أن لكل أحد وقتاً لا يتقدم ولا يتأخر، وقد قاله ابن السمال إذا كانت الأنفاس بالعدد ولم يكن لها مدد، ومن قريب تنفد.
  وتدل على وعد المؤمنين ووعيد الكافرين.
  وتدل على أن المؤمن يحشر على غاية الإكرام، والكافر على غاية الإهانة، وفي الخبر عنه لطف للمكلفين.