قوله تعالى: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا 87 وقالوا اتخذ الرحمن ولدا 88 لقد جئتم شيئا إدا 89 تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا 90 أن دعوا للرحمن ولدا 91 وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا 92 إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا 93 لقد أحصاهم وعدهم عدا 94 وكلهم آتيه يوم القيامة فردا 95}
  · الإعراب: يقال: ما موضع {مَنْ} التي بعد (إلا)؟
  قلنا: نصب على الاستثناء المنقطع؛ لأن المؤمنين ليسوا من المجرمين، وقد نصب على حذف اللام بمعنى لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ، وقيل:
  موضعه رفع، أي: لا يملك أحد الشفاعة ولا هَؤُلَاءِ.
  «شَيْئًا إِدًّا» نصب لوقوع الفعل عليه وهو قوله: «جِئْتُمْ» وقيل: بنزع الخافض أي: بشيء إدًّا أن دعوا أي لأن دعوا.
  «إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ» أضيفت إلى اسم الرحمن. «عَبْدًا» نصب على الحال.
  «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ» رفع إلا أنه من بنات التاء نحو قوله: رأيته وقاضيته، والعرب تقول: كلهم قائم وقائمون، فمن قال: قائم فعلى لفظ كل واحد، ومن قال: فاعلون فعلى المعنى؛ لأن (كل) معناه الجمع.
  · المعنى: ثم آيسهم ما رجوا من شفاعتهم لعظيم ما أتوه، فقال سبحانه: «لاَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ» إلا من استثناه، وتلك الشفاعة على وجهين: