قوله تعالى: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا 87 وقالوا اتخذ الرحمن ولدا 88 لقد جئتم شيئا إدا 89 تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا 90 أن دعوا للرحمن ولدا 91 وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا 92 إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا 93 لقد أحصاهم وعدهم عدا 94 وكلهم آتيه يوم القيامة فردا 95}
  أحدهما: أن يشفع للغير.
  والثاني: استدعاء الشفاعة من غيره لنفسه، فبين أن هَؤُلَاءِ الكفار لهوانهم لا تتقدم شفاعة غيرهم لهم ولا شفاعتهم لغيرهم «إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ» يعني لا يملك الشفاعة إلا هَؤُلَاءِ، وقيل: لا يشفع لهَؤُلَاءِ «إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا» قيل: ضمان الثواب دائماً للمؤمنين وهو وعده، عن أبي علي. وقيل: العهد اعتقاد التوحيد والإخلاص، عن مقاتل. وقيل: أن يشهد أن لا إله إلا اللَّه، عن ابن عباس. وقيل: من عمل بطاعة اللَّه، عن قتادة. وقيل: عملاً صالحاً، عن ابن جريج. «وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا» يعني اليهود والنصارى ومشركي العرب جعلوا لله ولداً «لَقَدْ جِئْتُمْ شَيئًا إِدًّا» قيل: منكرًا عظيماً، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد. وقيل: فظيعاً، عن الضحاك. «تَكَادُ» كلمة وضعت للقرب دون الوقوع «السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ» يتشققن من قولهم، وهذا مجاز وتوسع، ومعناه: ولو تنفطر السماء والأرض لشيء عظيم لَكُنَّ ينفطرن من هذا لعظم ما قالوا، وقيل: تكاد القيامة يوم تنشق السماء والأرض لعظيم ما قالوا، لكن لها أمد لا يقيمها إلا عند ذلك «وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ» أي: