قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا 96 فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا 97 وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا 98}
  وقيل: بل هو عام في جميع المؤمنين.
  · المعنى: ثم ذكر الوعد بعد تقدم الوعيد، فقال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا» صدَّقوا «وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّا» قيل: في الدنيا، عن ابن عباس، ومجاهد، والأصم. وقيل: في الآخرة، عن أبي علي. وقيل: يحب بعضهم بعضاً وفيه أعظم السرور، وقيل: غيرهم أيضاً يحبهم فترى الفاسق يحب المؤمنين، ونظيره: (وَأَلقيْتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِّنِّي) وإنما أضافه إلى نفسه؛ لأنه يحصل في القلوب بلطفه أو لأنه أمر به، وقيل: يحببه إلى خلقه، فتحبه الملائكة في السماء والإنس والجن في الأرض، وقيل: يحب لهم ما يحبونه ويتمنونه، وسواء قولك: أجعل لك ما تحب، أو أجعل لك ودك ومحبتك، والود بمعنى المَوَدَّة، عن أبي مسلم. وقيل: محبة اللَّه هي محبة لهم ليحبوه كما أحبهم، ومحبته إياهم إرادة الخير لهم، وذلك يكون بالاستحقاق على الإيمان والأعمال الصالحة.
  ولما تقدم الوعد والوعيد بَيَّنَ الغرض، فقال سبحانه: «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ» أي: أنزلناه بلسانك وهي لغة العرب لتيسير معرفته، فلو كان بلسان آخر ما عرفوه، عن أبي مسلم. وقيل: يسرنا قراءته ولولا تيسيره لمنع بما فيه من الوعد والوعيد وألهته عن قراءته، وقيل: يسرنا القرآن بلسانه، وعلمه إياه، ومكنه من