قوله تعالى: {طه 1 ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى 2 إلا تذكرة لمن يخشى 3 تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى 4 الرحمن على العرش استوى 5 له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى 6 وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى 7 الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى 8}
  يقول: إن كل حرف مأخوذ من اسم، فلا موضع له من الإعراب؛ لأنه يدل على جُمْلَةٍ.
  {تَذْكِرَةً} نصب ب (أنزلنا)، وقيل: لمحذوف تقديره: أنزلناه تذكرة.
  ومتى قيل: ما معنى الاستثناء في قوله: {إِلَّا تَذْكِرَةً}؟
  فجوابنا: فيه وجوه:
  قيل: هو استثناء منقطع بمعنى لكن تذكرة.
  وقيل: فيه حذف وتقديره: ما أنزلناه لتشقى، ما أنزلناه إلا تذكرة، فيكون (ما أنزلنا) مكررًا.
  وقيل: فيه تقديم وتأخير، تقديره: ما أنزلنا عليك القرآن إلا تذكرة لمن يخشى.
  وقيل: لا؛ لأن (تنزيلاً) نصب على المصدر أي: أنزلناه تنزيلًا.
  وقيل: نصب على تقدير: لمن يخشى لا لِأَنْ يَشْقَى.
  وقيل: هو بدل من قوله: {تَذْكِرَةً}.
  ويقال: لِمَ قال: {الْحُسْنَى} بعد ذكر الأسماء ولم يقل الأحاسن؟
  قلنا: لأن الأسماء مؤنثة تقع عليها هذه كما تقع على الجماعة، كأنه اسم