قوله تعالى: {طه 1 ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى 2 إلا تذكرة لمن يخشى 3 تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى 4 الرحمن على العرش استوى 5 له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى 6 وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى 7 الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى 8}
  أن القرآن مؤلف من هذه الحروف التي بها يتكلمون، فإذا عجزتم عن مثله فاعلموا أنه كلام اللَّه تعالى ومعجزة لنبيه، عن أبي مسلم. وقيل: إشارة إلى أن القرآن محدث من حيث أُلِّفَ، ومن حيث رُكِّبَ من هذه الحروف، عن أبي بكر الزبيري. وقيل: قالوا: لا تسمعوا لهذا القرآن، فذكر هذه الحروف ولم يكن لهم بها عهد ليسمعوا ما بعده، عن قطرب. وقيل: اختصار من كلام يعلمه النبي ÷، قيل: معناه بالسريانية: يا رجل، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، ومجاهد، والأصم. قال الحسن: هو جواب المشركين لما قالوا: إنه شقى، فقال اللَّه تعالى: (طه) أي: يا رجل «مَا أَنْزَلْنَا عَلَيكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى»، وقولهم بالسريانية يعني اتفقت فيه اللغات، أو عَرَّبَتْهُ العرب، قال الكلبي: هو يا رجل بلغة عك، قال شاعرهم:
  إن السَّفَاهة طَهْ مِن خليقتكم ... لا قدَّسَ اللَّه أَخْلاق الملاعين
  وقيل: معناه طأ الأرض بقدميك، يريد به في التهجد، عن مقاتل. وقيل: «كان يقف في صلاة الليل على إحدى رجليه حتى ورمت»، فنهي عنه.