التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {طه 1 ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى 2 إلا تذكرة لمن يخشى 3 تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى 4 الرحمن على العرش استوى 5 له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى 6 وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى 7 الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى 8}

صفحة 4634 - الجزء 6

  «إِلَّا تَذْكِرَةً» لكن عظة لهم ودلالة على الحق «لِمَنْ يَخْشَى» العقاب «تَنزِيلاً» أي: أنزله تنزيلاً «مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ» بدأ بالأَرض ليستقيم رؤوس الآي «وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلاَ» الرفيعة العالية، نبه بذلك على عظم حال خالقها، ثم أكد ذلك بقوله: «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى». قيل: استوى لُطْفُهُ وتدبيره، عن الحسن. فذكر نفسه تفخيماً، كأنه قيل كما نفد حكمه وتدبيره في السماوات والأرض كذلك في العرش، وقيل: استوى على العرش أي: قادر على خلقه وإفنائه، قيل: العرش الملك، والاستواء: الاقتدار، يعني هو مالك لملكه، يقال: عرشه أي: ملكه، وقيل: ثم استوى على ما خلق السماوات والأرض، عن أبي مسلم. وقيل: العرش السقف؛ لأنه سقف الأرض، كأنه قال هو على هذا العالم الذي هو السماء والأرض، عن أبي مسلم. وقيل: استوى على العرش أي: لم يخلق فوق العرش شيئاً كقوله: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ}⁣[المؤمنين: ٢٨] أي: