قوله تعالى: {طه 1 ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى 2 إلا تذكرة لمن يخشى 3 تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى 4 الرحمن على العرش استوى 5 له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى 6 وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى 7 الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى 8}
  متى تممت أشغالك، ولا يحمل على الاستقرار؛ لأنه من صفات الأجسام، ولأن الآية تمدح، والجلوس على العرش ليس تمدح «لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى» ما في صحن إلارض من الكنوز والأموات، وقيل: من النون والحوت، وقيل: التراب تحت الأرض، والوجه أنه مالك وخالق لجميع الأشياء «وَإنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ» أي: تعلن، وقيل: فيه حذف أي: إن تجهر [أو لا] تجهر، فاقتصر على أحد الطرفين لدلالة الكلام على الآخر «فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى» يعني وما هو أخفى من السر، وقيل: أخفى بمعنى الخفي وليس بالوجه لأنه عدول عن معنى أَفْعَل مع صحة معناه، وذلك شاذ، ولأنه إذا كان بمعنى أخفى كان أبلغ، وقيل: أخفى ما ليس بكائن، وقيل: السر: العزم، وأخفى: الهم والضمائر، وقيل: السر: ما تحدث به نفسك، وأخفى منه: ما تريد به أن يحدث به في ثاني الحال، وقيل: الشر ما يحدث به العدل غيره في خفية، وأخفى: ما أضمر في نفسه ولم يتحدث به، عن ابن عباس، والحسن. وقيل: السر ما أضمره العبد، وأخفى منه ما لم يكن ولا أضمره أحد، عن قتادة، وسعيد بن