قوله تعالى: {وما تلك بيمينك ياموسى 17 قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى 18 قال ألقها ياموسى 19 فألقاها فإذا هي حية تسعى 20 قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى 21 واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى 22 لنريك من آياتنا الكبرى 23 اذهب إلى فرعون إنه طغى 24}
  وَاحِدِهِ ثلاث لغات: مأربة بضم الراء وفتحها وكسرها، عن علي بن عيسى.
  والإعادة: رد الشيء ثانية على ما كان عليه أولاً.
  والسيرة والطريقة من النظائر، والسيرة: مرور الشيء في جهة، سار يسير سيرة حسنة.
  والضم: الجمع بين الشيئين.
  والجنوح: الميل، ومنه جناح الطائر؛ لأنه يميل به في طيرانه حيث شاء.
  والطغيان: مجاوزة الحد في العصيان، طغى طغياناً، ونظيره: البغي، ومنه: قوم طغاة بغاة.
  · الإعراب: انتصب «سِيرَتَهَا» قيل: بوقوع الفعل عليها وهو قوله: «سَنُعِيدُهَا»، وقيل: بنزع الخافض تقديره: إلى سيرتها.
  وفي نصب: «آيَةً» وجهان: أحدهما: الحال، والآخر: على أن نعطيك آية أخرى، فحذف لِمَا في الكلام من الدلالة عليه.
  «الكبرى» محله نصب بقوله: «لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى» آيات تخرج أي: يدك.
  · المعنى: ثم بيّن تعالى ما أعطى موسى من المعجزات وما أمره بالتبليغ، فقال سبحانه «وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى» قيل: بيمينك صلة (تلك)، كما أوصل التي