قوله تعالى: {وما تلك بيمينك ياموسى 17 قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى 18 قال ألقها ياموسى 19 فألقاها فإذا هي حية تسعى 20 قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى 21 واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى 22 لنريك من آياتنا الكبرى 23 اذهب إلى فرعون إنه طغى 24}
  والذي، وقيل: لما كلمه ورأى تلك العجائب تحير حتى كان لا يعرف اليمين من الشمال فقال: «بيمينك» ليعرف أن اليمين ما فيه العصا.
  ومتى قيل: (ما تلك بيمينك) أي سؤال هو؟
  فجوابنا: إنه ليس هو استفهاما، وإنَّمَا هو تقرير؛ ليحضر ذهنه، ويعلم أنه لا يسأله إلا لأمر عظيم.
  وقيل: لما تحير خاطبه بخطاب يجري بين الآدميين ليسكن قلبه.
  وقيل: ليقع المعجز بها بعد التثبت وإزالة الشبهة.
  وقيل: أراد أن يسأله عن منافع العصا، فلما بَيَّنَ بعضه أخبر أن فيه منافع أخر ككونه معجزة له، ومنه البحر والحَجَر وغيرهما.
  وقيل إنما سأله عن منافع العصا فلذلك أجاب بالمنافع كقوله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ}[الكهف: ٨٣] أي: عن قصته.
  «قَالَ» موسى «هِيَ عَصَايَ» وكانت لها شعبتان وفي أسفلها سنان، وقيل:
  كانت من آس الجنة أخرجها آدم # وتوارثوها إلى أن بلغت شعيباً فدفعها إلى موسى «أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا» أعتمد عليها إذا مشيت أو أعييت «وَأَهُشُّ بِهَا