قوله تعالى: {وما تلك بيمينك ياموسى 17 قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى 18 قال ألقها ياموسى 19 فألقاها فإذا هي حية تسعى 20 قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى 21 واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى 22 لنريك من آياتنا الكبرى 23 اذهب إلى فرعون إنه طغى 24}
  عَلَى غَنَمِي» أخبط بها ورق الأشجار لترعاه غنمي. «وَلِيَ فِيهَا» في العصا «مَآرِبُ أُخْرَى» ولم يقل أخر لرؤوس الآي، قال ابن عباس: كان يحمل عليها زاده، ويكزها فيخرج الماء، ويضرب الأرض فيخرج ما يأكل، وكان يقي بها غنمه من السباع، وإذا ظهر عدو حاربته، وإذا أراد الاستقاء من البئر طالت وصارت شعبتاها كالدلو، وكان يظهر عليها الشمعة، وكانت تحدثه وتؤنسه، وإذا اشتهى ثمرة ركزها فيتحرك غصن تلك الشجرة وثمرتها {قَالَ أَلْقِهَا يَامُوسَى ١٩ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ٢٠}، تمشي بسرعة، وقيل: صارت حية صفراء لها عرف كعرف الفرس، وجعلت تتورم حتى صارت ثعباناً وهو أكبر من كل الحيات، عن ابن عباس. وقيل: بين لحييها أربعون ذراعاً، عن فرقد السبخي «قال» اللَّه تعالى «خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ» يعني لم يكن قَلْبُهَا حية للعقاب، وإنما كانت معجزة لنبوتك، فخذها آمناً مطمئناً ولا تخف أمرها، وقيل: أمره أن يدخل يده في فمها فأدخلها فصارت بين الشعبتين اللتين كانتا في العصا وصارت الحية عصا كما كانت «سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى» أي: طريقتها الأولى، أي: نجعلها عصا كما كانت، وقيل: هيئتها الأولى «وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ» قيل: اجمعها إلى جيبك، قال الكلبي: إلى