قوله تعالى: {وما تلك بيمينك ياموسى 17 قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى 18 قال ألقها ياموسى 19 فألقاها فإذا هي حية تسعى 20 قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى 21 واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى 22 لنريك من آياتنا الكبرى 23 اذهب إلى فرعون إنه طغى 24}
  أسفلك من الإبط، وقيل: إلى عضدك، عن مجاهد. وقيل: أدخلها في جيبك، وقيل: الجناحان الناحيتان، عن أبي عبيدة. «تَخْرُجْ بَيْضَاءَ» قيل: لها شعاع كشعاع الشمس يغشي البصر «مِنْ غَيرِ سُوءٍ» قيل: من غير برص، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والحسن، والسدي، والضحاك. «آيَةً أُخْرَى» معجزة أخرى لك «لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا» الآية «الْكُبْرَى» قيل: المعجزة العظيمة، وقيل من: اليد البيضاء، وقيل: قلب العصا حية الآية الكبرى، وقيل: هلاك فرعون وقومه.
  ولما حَمَّلَهُ الرسالة وأراه المعجزة أمره بالتبليغ، فقال: «اذْهَبْ إِلَى فِرْعَونَ» فادعه إلى ديني ف «إِنَّهُ طَغَى» أي: تجبر وتكبر في كفره.
  · الأحكام: يدل قوله على أن في القراءة مجازاً؛ لأن ظاهره استفهام، ويتعالى اللَّه عن ذلك.
  وتدل على أن الحكيم يجوز أن ينبه على أمر يريده تأكيداً؛ لذلك قدر كونه عصا لما أراد قلبها حية.
  وتدل على أن للمجيب أن يجيب جملة وتفصيلاً؛ لأنه ذكر بعض منافع العصا مفصلاً ثم أجمله.
  وتدل على معجزات في العصا:
  منها: قلبها حية.
  ومنها: قلبها بعد ذلك عصا.