التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال رب اشرح لي صدري 25 ويسر لي أمري 26 واحلل عقدة من لساني 27 يفقهوا قولي 28 واجعل لي وزيرا من أهلي 29 هارون أخي 30 اشدد به أزري 31 وأشركه في أمري 32 كي نسبحك كثيرا 33 ونذكرك كثيرا 34 إنك كنت بنا بصيرا 35}

صفحة 4651 - الجزء 6

  ومنها: أخذها من غير إضرار.

  ومتى قيل: كيف يجوز أن يقلبها حية دلالةً على نبوته وهو لا يعرف ذلك؟

  قلنا: الواجب إظهار معجز من غير تعيين، والأقرب أنه عرف نبوته قبل ذلك لما كلمه، وعرف المعجزات في الشجرة، ثم أعطاه العصا واليد دلالة لقومه، وقيل: أظهر ذلك لطفاً له، وقيل: لتزول عن قلبه الهيبة عند قلبها بمشهد فرعون.

  ومتى قيل: لماذا خاف موسى؟

  قلنا: لما صارت حية خافها حتى أَمَّنَهُ اللَّه تعالى ولم يستمر خوفه.

  وتدل على أن الطغيان فِعْلُ فرعون لذلك أضافه إليه وذمه عليه، ولأنه لو كان خلقاً لله تعالى لم يكن لإرسال موسى # فائدة.

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ٢٥ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ٢٦ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ٢٧ يَفْقَهُوا قَوْلِي ٢٨ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ٢٩ هَارُونَ أَخِي ٣٠ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ٣١ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ٣٢ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ٣٣ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ٣٤ إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ٣٥}

  · القراءة: قرأ الحسن وابن عامر: «أَشْدُدْ بِهِ أزري» بفتح الألف وقطعه و «أُشْرِكْهُ فِي أَمْرِي» بضم الألف على الجزاء والحكاية عن موسى أي: أَفْعَلُ ذلك، وقرأ الباقون: «اشْدُدْ» بوصل الألف و «أَشْرِكْهُ» بفتح الألف على الدعاء.