التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال رب اشرح لي صدري 25 ويسر لي أمري 26 واحلل عقدة من لساني 27 يفقهوا قولي 28 واجعل لي وزيرا من أهلي 29 هارون أخي 30 اشدد به أزري 31 وأشركه في أمري 32 كي نسبحك كثيرا 33 ونذكرك كثيرا 34 إنك كنت بنا بصيرا 35}

صفحة 4652 - الجزء 6

  وفتح الياء من «أخِي» ابن كثير وأبو عمرو، وأسقطها الآخرون في الوصل إلا ابن عامر، فإنه يسكنها؛ لأنه يقطع الألف بعدها، ولا خلاف في إثباتها في الوقف، فالحذف للتخفيف.

  · اللغة: أصل الشرح في الصدر، وشرحت الأمر: بينته وأوضحته، وشرحت صدره أي: وسعته، ومنه: شرح المعنى بسط القول فيه.

  والتيسير تسهيل الأمر، يَسَّرَهُ ييسره تيسيرًا وهو ميسر، ونقيضه: التعسير، ومنه اليسر.

  والحَلّ: نفي العقد بالفرق، حَلَّهُ يَحُلُّهُ حلًّا، وهو حالٌّ، والشيء محلول، نقيضه العقد.

  والعقدة: جملة مجتمعة يصعب جعلها متفككة، عَقَدَ يَعْقِدُ عَقْداً وعقدة، وهو عاقد، والشيء معقود.

  والوزير: الظهير، ومنه: {لَا وَزَرَ}⁣[القيامة: ١١] وأصل الباب: الثقل، كأنه تحمل الثقل عن نفسه، ومنه: الأزْرُ الظهر آزرني على أمري أي: كان لي ظهيرًا، ومنه المئزر والإزار؛ لأنه يشد على الظهر. والشد والربط من النظائر، شده فهو شادّ والشيء مشدود.