التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واصطنعتك لنفسي 41 اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري 42 اذهبا إلى فرعون إنه طغى 43 فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى 44 قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى 45}

صفحة 4669 - الجزء 7

  فبعثه لبيانه عنه، وأقامه مقام نفسه في ذلك، وقيل: تقوم بأمري لأن مَنِ اصطنع غيره فإنما يصطنعه لتخصيصٍ به في أوامره خاصة، وقيل: لنفسي رسولاً.

  ثم بيّن ما لأجله اصطنعه فقال: «اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ» يعني موسى وهارون «بِآيَاتِي» بحجتي، قيل: اليد، والعصا، وقيل: الآيات التسع «وَلاَ تَنِيَا» قيل: لا تضعفا، عن ابن عباس. وقيل: لا تُبْطئا عنه أيضاً، وقيل: لا تفترا، عن السدي.

  وقيل: لا تقصرا، عن محمد بن كعب. وقيل: لا يحملنكما خوف فرعون حتى تقصرا في أمري «فِي ذِكْرِي» في أداء الرسالة والدعاء إلى اللَّه تعالى وتوحيده وذكره للناس يعني موسى وهارون.

  ومتى قيل: لم كرر الأمر بالذهاب؟

  قلنا: لما طال الخطاب واعترض خلاله الاعتراضات جاز إعادته تأكيداً، وقيل: في الأول خصه في الأمر، وفي الثاني أمرهما ليصيرا نبيين وشريكين في الأمر، وقيل: في الأول أمرهما بالذهاب، وفي الثاني بَيَّنَ ما يذهبان إليه، عن أبي مسلم.

  «إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى» أي: جاوز الحد في العصيان «فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيّنًا» قيل: ارفقا به في الدعاء والقول؛ ولا تغلظا له في القول، عن ابن عباس. وذلك لأن الجبار