قوله تعالى: {قال فما بال القرون الأولى 51 قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى 52 الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى 53 كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى 54 منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى 55}
  وتدل على أنه كان يستعبد بني إسرائيل حتى قال: «أرسل».
  وتدل على أنه أظهر عنده المعجزات، وأن التصديق إنما يجب عند المعجزات لذلك قال: {جِئْنَاكَ بِآيَةٍ}.
  وتدل على أن النجاة لمن اتبع الهدى، فتدل على أنه لا نجاة للمبتدعة.
  ويدل قوله: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى} أنه تعالى يعرف بأفعاله لا طريق سوى ذلك، فيبطل قول من يقول بالتقليد، والضرورة، والإلهام، وقول المشبهة.
قوله تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى ٥١ قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ٥٢ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى ٥٣ كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ٥٤ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ٥٥}
  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة والكسائي: «مَهْدًا» بغير ألف، والباقون «مِهَادًا» بالألف، وهو كالفرش والفراش، وعلى هذا الخلاف في (الزخرف)، واتفقوا في {المعصراتِ} {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} أنه بالألف.