التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى 61 فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى 62 قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى 63 فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى 64}

صفحة 4686 - الجزء 7

  فيجعلون رفع الاثنين ونصبه بالألف، تقول: مررت برجلان، ورأيت رجلان، وأتاني رجلان، وقال آخر:

  [تَزَوَّدَ مِنَا] بَيْنَ أُذْنَاهُ ضَرْبَةً ... دَعَتْهُ إلى هابِي التُّرَابِ عَقِيمِ

  أراد بين أذنيه، وقيل: (إِنَّ) بمعنى نَعَمْ، قال الشاعر:

  بَكَرَالعواذل فِي الصَّبَا ... حَ يَلُمْنَنِي وَأَلُومُهُنَّهْ

  وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَا ... كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ

  أي: نعم.

  فأما ما ترويه الحشوية عن عائشة أنها خطأ وقعت من الكاتب، وعن عثمان أن فيه لحناً وستقيّمه العرب بألسنتهم وأنه قيل له: غَيِّرْهُ، فقال: دعوه فإنه لا يحل حراماً ولا يحرم حلالًا. فلا يصح ألبتة؛ لأنهمْ بَلَغُوا الغاية في حفظ القرآن ونقله فكيف يتوهم لحن عرفوه فلم يغيروه، كيف وأكثر القراء عليه ويسندون ذلك إلى الصحابة.

  قرأ أبو عمرو: «فَاجْمَعُوا» بالوصل وفتح الميم من الجمع أي: اجمعوا مكايدكم ولا تدعوا شيئاً تقدررن عليه، والباقون بقطع الألف وكسر الميم، وأصله [قيل]: من أجمعت على الأمر، أي: عزمت عليه وأضمرت، قال الشاعر: