قوله تعالى: {قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى 61 فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى 62 قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى 63 فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى 64}
  والمنازعة: المجادلة، وأصله من النزع، كأن كل واحد من الخصمين يحاول نزع المال عن صاحبه، تنازعا في الأمر تنازعاً.
  والنجوى من المناجاة، تكون اسماً ومصدرًا.
  والمُثْلَى: تأنيث الأمثل، وجمع الأمثل: أماثل، وهم السادات.
  والاستعلاء: الغلبة، وإدراك البغية، يفال: استعلى فلان على الناس غلبهم، وأصله من العلو، يقال: علوته أي: غلبته.
  · الإعراب: «وَيْلَكُمْ» منصوب على تقدير: ألزمكم اللَّه ويلاً، ويجوز على النداء نحو: {يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}[يس: ٥٢] عن الزجاج.
  «ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا» لم يجمع؛ لأنه مصدر، ونصب «فَيُسْحِتَكُمْ» لأنه جواب النهي بالفاء وهو قوله: «لاَ تَفْتَرُوا».
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى بعد اجتماعهم للموعد، فقال سبحانه وتعالى: «قَالَ لَهُمْ مُوسَى» للسحرة لأنهم لما أحضروا ما عملوا من السحر ليقابلوا به معجزة موسى وعظهم موسى # فقال: «وَيْلَكمْ» (ويل): كلمة وعيد وتهديد، وقيل: ألزمكم