قوله تعالى: {قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى 61 فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى 62 قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى 63 فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى 64}
  السحر، وتنازعوا، وقيل: قالوا: لا نعارضه بالحبال والعصي، ثُمَّ رأوا أن الصواب أن يموهوا على العوام لئلا يفطنوا بذلك، وقيل: هموا بالإسلام؛ لأنهم لم يروا مع موسى من آلات السحر شيئاً، وكانت عصا يابسة إذا ألقاها صارت حية، وإذا أخذها عادت عصا كما كانت، ولو كان سحرًا لما صار كذلك، ولاحتاج إلى آلات كثيرة في التمويه كما احتاجوا إليه، وقيل: أسروا مع فرعون في دفع موسى وهارون «لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى» قيل: أولو الفضل والشرف والأنساب، عن مجاهد. ومعناه بأهل طريقتكم المثلى، وقيل: يذهبا بِسُرَاةِلناس، وقيل: يذهبا ببني إسرائيل وكانوا أولي عدد ولسان، عن قتادة. وقيل: يذهبان بطريقتكم التي أنتم عليها في السيرة والدين، عن أبي علي، وأبي مسلم، وابن زيد. والمثلى والأمثل الأشبه بالحق والأولى «فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ» قيل: هو من قول فرعون للسحرة، عن أبي علي. وقيل: من قول السحرة بعضهم لبعض، عن أبي مسلم. ومعناه على قراءة ألف القطع:
  أحكموا واعزموا عليه، وعلى الأخرى: اجمعوا ما تقدرون عليه من المكائد، «كَيْدَكُمْ» أي: ما صنعتم من السحر «ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا» قيل: جمعاً، عن مقاتل،