التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى 77 فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم 78 وأضل فرعون قومه وما هدى 79}

صفحة 4706 - الجزء 7

  و (مِن) في قوله: «من اليم» قيل: للتبعيض؛ لأن بعض اليم غشيهم، وقيل: صلة وتأكيد تقديره: فغشيهم اليم.

  وموضع: «لا تخافُ» موضع الحال، كأنه قال: افعل ذلك آمِنًا، وهذه القراءة الأَولَى؛ لأنه عطف عليه ما لا يكون إلا مرفوعاً كقوله: {وَلَا تَخشَى}.

  والباء في قوله: {بِجُنُودِهِ} صلة وتفخيم، كقوله: {لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي}⁣[طه: ٩٤] {أَسْرَى بِعَبْدِهِ}⁣[الإسراء: ١].

  · المعنى: ثم بين تعالى إصرارهم على الكفر، وأمره بني إسرائيل بالخروج، وإهلاك قوم فرعون، فقال سبحانه: «وَلَقَدْ أَوْحَينَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا» الوحي هاهنا يحتمل معنيين: أحدهما ألقينا إليه ذلك على لسان ملك.

  وثانيها: كلمناه به. «أَنْ أَسْرِبِعِبَادِي» أي: سر بهم ليلاً من أرض مصر، بعبادي هذه نسبة تشريف، قيل: أمرهم بالسير لما قرب إهلاك فرعون، وقيل: