قوله تعالى: {قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى 91 قال ياهارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا 92 ألا تتبعن أفعصيت أمري 93 قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي 94 قال فما خطبك ياسامري 95}
  · اللغة: العكوف والإقامة واللزوم من النظائر، والعكوف: ملازمة الشيء، ومنه: الاعتكاف في المسجد، وعكف يعكف عكوفاً، وهو معتكف إذا أقام.
  والرقيب: الحافظ والمنتظر، رَقَبْتُ أَرْقُبُ رِقْبَةً ورقْبَانًا إذا انتظرت، والمَرْقَبُ المكان العالي الذي يقف عليه الرقيب، ومنه: الرُّقْبَى والعمرى، وقيل: هما واحد، وقيل: الرُّقْبَى فاسد، والعمرى جائز، والفرق بينهما أن الرُّقْبَى أن يقول: أيهما مات أولاً فالدار لصاحبه، فهذا تعليق ملك بحظر، فلا يجوز، والعمرى أن يقول:
  وهبت داوي لك وسلمها إليه وإن مِتَّ قَبْليِ رجعت إليَّ، فإنه تصح الهبة ويبطل الشرط، وهذا قول أبي حنيفة وأصحابه، ومنه: أرقبت فلاناً داري.
  · المعنى: ثم بين تعالى ما نهاهم هارون ومخالفتهم له، واعتذاره إلى موسى، فقال سبحانه: «قَالُوا» يعني الَّذِينَ عبدوا العجل «لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ» أي: لن نزال «عَلَيهِ» على العجل وعبادته «عَاكِفِينَ» أي: مقيمين لا نفارق ذلك «حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى» فاعتزلهم هارون في اثني عشر ألفاً، فلما رجع موسى # وهو