التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى 91 قال ياهارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا 92 ألا تتبعن أفعصيت أمري 93 قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي 94 قال فما خطبك ياسامري 95}

صفحة 4725 - الجزء 7

  ممتلئ غيظاً منهم ومن عبادة العجل، وسمع الصياح والجلبة، وكانوا يرقصون حول العجل ويضربون الدفوف والمزامير، فقال موسى: هذا صوت الفتنة واستقبله هارون # فألقى الألواح وأخذ يعاتب هارون فـ «قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلَّا تَتَّبِعَنِي» قيل: هلا تتبعني بمن أقام على إيمانه، عن ابن عباس. وقيل: هلا تتبعني في شدة الزجر عن الكفر، عن ابن جريج. وقيل: هلا قاتلتهم إذ علمت أن لو كُنْتُ فيهم لقاتلتهم، وقيل: هلا لحقت بي حين رأيتهم ضلوا قبل استحكام الأمر، وقيل: هلا تبعت أمري ووصيتي، وقيل: ما منعك من اتباعي ومفارقتهم فِرَاق مغاضب؛ فيكون مفارقتهم توبيخاً لهم وزجرًا عن فعلهم.

  ومتى قيل: ما معنى قوله: «ألا تتبعني»؟

  قلنا: قيل: صلة، وتقديره: ما منعك بدعائي لك ألا تتبعني، فدخل (ألا) لتبيين هذا المعنى.

  «أَفَعَصَيتَ أَمْرِي» فيما أمرتك به.

  ويقال: ظاهر الآية يقتضي أنه أمره باللحاق به فخالفه هارون.