التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}

صفحة 4733 - الجزء 7

  · المعنى: ثم بيّن تعالى ما أتى به السامري، وما فعل بالعجل، فقال سبحانه: «فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا» قيل: قبضت قبضة من تراب من أثر قدم جبريل فنبذتها في العجل «وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي» أي: زينت لي نفسي، وقيل: حدثتني نفسي، عن ابن زيد.

  ومتى قيل: كيف كان حديث العجل؟ وما الذي قبض؟

  فجوابنا: فيه خلاف، قيل: قُلِبَ لحماً ودماً، عن الحسن، وأبي بكر أحمد بن علي، قال: وكان معلوماً في ذلك الزمان أن من قبض من أثر الرسول قبضة فألقاها على جماد أنه يصير حيواناً، فكانت العادة جارية بذلك، ففعل ذلك السامري فأخرج عجلاً.

  وقيل: سولت له نفسه ما لا حقيقة له، وإنما صاغ عجلاً وجعل فيه خروقاً إذا دخلها الريح سمع له خوار، عن أبي علي. فَمَوهَ ودلس على العامة تسويفاً بأنه رأى أثر قدم جبريل وأنه قبض من ذلك قبضة، وأنه إذا ألقي على الجماد صار حيواناً، وذلك كذب منه، وأراد بذلك تعظيم العجل عندهم.

  وقيل: مر به هارون # وهو يصوغ العجل، فسأله عنه، فقال: شيء أفعله